ظاهرة اسمها القصاص
الزمان : 1987
المكان : مدرسة الطبري الثانوية بنين بروكسي
الحدث : الإذاعة الصباحية المدرسية يقدمها ويقوم بربط فقراتها الطالب محمد علي القصاص ، في بعض الأحيان يقوم بالتقديم ولا مانع من تقديم فقرة أو ربما فقرتين لعدم توافر مشاركين بل في بعض الأحيان تتحول الإذاعة إلى محمد القصاص بدءا من قراءة القرآن حتى النداء على أسماء طلاب الحكم الذاتي لهذا اليوم ، هو وجه مألوف لجميع من بالمدرسة بابتسامته العذبة وتفاؤله الذي تراه في حيويته وطاقته وعلاقاته الحارة بالجميع تراه يقف في فناء المدرسة مع الجميع ويتحدث إلى الجميع تراه مع طلاب في كل الفرق بالمدرسة مع الأساتذة مع الأخصائي الاجتماعي مع الناظر مع المدير تراه في كل مكان بالمدرسة
الزمان : 1993
المكان : كلية دار العلوم الفرقة الثانية جامعة القاهرة
الحدث : يتسائل الجميع في هذا الصباح عن غياب محمد القصاص وهو الشئ الذي لا يحدث حتى أننا كنا نظن محمد يأتي للجامعة يوم الجمعة ، فلا تمر الساعة الحادية عشر يوميا إلا وتجد القصاص بمقر اتحاد الطلاب بالكلية يبيع شرائط كاسيت المعلقات لطلاب الفرقة الأولى ، أو تجده في رعاية الشباب يقوم بالاتفاق مع أحد الموظفين أو الموظفات على حل مشكلة الوجبات الخاصة بالطلاب المغتربين ، أو يقدم أوراق دعم الكتاب لأحد الطلاب أو الطالبات ، أو تجده في غرفة قائد حرس الكلية حسن أمين يتجاذب معه أطراف الحديث حول مشكلة ما خاصة بعمل التيار الاسلامي بالكلية ، لكن في هذا اليوم مرت الساعة الثانية ولم يظهر محمد ، ذهبت إلى غرفة حسن أمين قائد حرس الكلية وقد دب الشك في قلبي وسألته هل لديك معلومات عن اعتقال محمد ؟ فأجاب بالإنكار ولكن رأيت في وجهه ارتباكا ملحوظا ، استأذنته في استخدام هاتف مكتبه واتصلب بالبيت عند محمد فأجابتني أمه وكانت تعرفني جيدا ، سألتها أين محمد فأعطت السماعة لأبيه الذي سلم علي واخبرني بأن أمن الدولة أخذوا محمد بالأمس قبل الفجر وقد أخذوا العديد من الكتب والشرائط من المكتبة ، واجهت حسن أمين قائد حرس الكلية بالخبر وقت دخول وليد الدجوي ضابط أمن الدولة المتابع للحرم الجامعي والذي تكلم بكل وضوح قائلا ( ده تأمين لزيارة كلينتون ... أول ما كلينتون يخلص زيارته هيخرج القصاص وبهيج ووديد ) ولقد كانت معلومة اعتقال وديد وبهيج جديدة بالنسبة لي ، فقلت له وماذا لو قامت مظاهرة طلابية ضد زيارة كلينتون ، أجاب وليد الدجوي سريعا لن يخرجوا وستخرج لهم قرارات اعتقال ، واخرج من جيبه ورقة صغيرة ناولها لي مكتوب عليها ( كلينتون لا مرحبا بك في أرض الكنانة وسترى منا احتفالا عظيما ) وتم توقيع الرسالة باسم طلاب التيار الاسلامي ، قضى محمد 5 أيام بمقر أمن الدولة بالجيزة والمسمى بجابر ابن حيان ، وكانت هذه هي التجربة الأمنية الأولى لمحمد القصاص ، .
الزمان : 1995
المكان : تحت قبة جامعة القاهرة
الحدث : بعد خروجي من المعتقل ذهبت إلى الجامعة للسلام على عميد كليتي دكتور حامد طاهر والذي أخبرني بانه سيذهب بي للدكتور مفيد شهاب رئيس الجامعة لأنه يريد أن يسلم علي وبعد الذهاب إليه وخروجي من مكتبه وأمام باب قبة الجامعة وجدت شخصا يجري علي وتعثر عند صعوده سلالم باب القبة وسقط ببدنه علي يقبل يدي وكتفي وذراعي وهو يبكي كان هو محمد القصاص لم يكن قد رأني منذ خروجي من يومين ذلك لأنه هو والعديد من الطلاب الأخرين كانوا قدر هربوا من ملاحقات أمن الدولة لهم في بيوتهم إثر مظاهرة طلابية عظيمة جمعت طلاب جامعات مصر رافضين فيها تحويل المدنيين من الإخوان المسلمين للمحاكمات العسكرية ، والتي وصلت لعدد مداهمة بيت أحدهم خلال فترة خمسين يوما لست مرات إلا أن بعد خروجنا من المعتقل كان هذا إعلاناا لهم بأن الأمور قد هدأت ويمكنهم العودة لبيوتهم ولكلياتهم .
الزمان : 1996
المكان : جنينة تجارة أمام مدرج العيوطي وبجوار مسجد كلية تجارة
الحدث محمد القصاص يجلس مع ربيع سكر أحد كوادر حزب العمل شاب طموح محب لبلده نشيط ومعهما محمد البعلي أحد الطلاب الشيوعيين بكلية دار العلوم وهو الوحيد من نوعه وبفكرة في الكلية وطالب ثالث لا أذكر اسمه يمثل الاتجاه الناصري لم تكن هذه هي الجلسة الأولى والأخيرة لهذه المجموعة فلا يمر يوم أو يومان إلا وتجدهم يجلسون في نفس المكان ، كنا نتعجب من قدرة محمد على امتلاك خطابا مناسبا مع كل هذه الاتجاهات دون افتعال أو تصنع لقد استطاع تكوين صلات وعلاقات من الصداقة الناجحة مع كل هؤلاء باختلاف أيدلوجياتهم
الزمان : أي وقت
المكان : أي مكان
الحدث : اتصل بمحمد وأخبره أنك تحتاجه في أي شئ وثق تماما أن محمد لن يخذلك فسيكون أولى شئ في يومه هو انهاء لك طلبك أو حاجتك واعلم أنه سيؤديها لك أفضل منك
الزمان : الواحدة والنصف مساء -الاثنين 12/3/2007
المكان : محمد يصعد سلم بيته ويتكلم في هاتفه
الحدث : ألو السلام عليكم يا وليد أنا هتاخد ... ليه انت فين .... أنا لسه داخل البيت ولقيت مخبر واقف عند باب العمارة واضح انهم مستنيني ..... انت متأكد ؟ ... أيوة أهه فيه عربية أمن مركزي جت وقفت تحت البيت سلام سلام بقه دلوقتي أنا بتاااخد .....خلاص
Tuesday, March 13, 2007
ظاهرة اسمها القصاص
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
15 comments:
يا ترى كم قصاصا تحمله سجونهم
وكم قصاصا أنجبت مصر !
على مثله تبكى البلد
ومن مثله يأتى النصر ولو بعد حين ...
تحياتى لأخوتك الصادقة وقلمك العطر
القصاص فعلا نوعية غريبة مننا متلقهاش كتير ، وعنده خبرة واسعة في حاجات كتير ربنا يخرجو بالسلامة ، بس شكلك بتحبه أوي يا أبو خالد يا ريتك تحبني زيه
د / اسلام
حسبنا الله ونعم الوكيل
بقى هو ده القصاص
اه ما لو كان نصاب او محتال او بتاع بنات او حتى مختلس مكنوش قبضوا عليه
حسبى الله ونعم الوكيل
صدقت فى كل ما قلت يا ابو خالد فلم نرى من محمد الا كل خير فمحمد كان يجود بكل ما يملك بنفسه و ماله و وقته حتى سيارتهاالخاصة كان لا يبخل بها على من يحتاجها جعل الله عمله هذا فرجا له فى محنته
لازم ربنا يتدخل
لازم حاجه تفوق هذا النظام العجوز
خبر اعتقال القصاص متوقع ، لكن كسر فرحة القصاص بخطبته التي تأخرت ، أظن آلم كل من يعرف القصاص عن قرب ..
من الطرائف التي يحكيها من عاشوا مع القصاص في المعتقل أن رجله تتحرك كثيرا وهو نائم ... رغبة في ممارسة نشاطه ..نسأل الله أن يرجعه لنا على خير.. وأن يريحنا من خلقة آل مبارك.
مبروك - وليس مبارك - على هذه المدونة الرقيقة.
إسلام
أشكر لكم تعليقاتكم وأرجو ممن يعرف القصاص لا ينسى التواصل مع أبيه وأمه فهما يحتاجان لهذا الدعم النفسي
وليد السيد
سؤال بسيط بس ... هوه انت تعرف القصاص من 87 يا أ / وليد يعني بقالك 20 سنة تعرفه يا بختك
شاب حر
الأخ الحبيب الشاب الحر .. نعم أعرف القصاص من أولى ثانوي بمدرسة الطبري ولم يتغير القصاص دائما نشيط محب للخير اجتماعي متعاون لين لن أستطيع أن اصفه لك لكل ببساطة لن يتكرر
الطيور على اشكالها تقع
حقيقي انا مش لاقي اي مبرر انك وقصاص تكونوا اصحاب غير قلوبكم الطيبة والكبيرة
بالمناسبة قصاص حاول كتير انه يعمل تواصل ما بين ابنائه من دار علوم وشلة الثقب الأسود وما بين شلة مدينة نصر وشلة عين شمس غير الكيدز اللي بقوا رجالة اللي كان بيلاعبهم في نادي اعضاء هيئة التدريس
وكنت بالاقي عندي نوع من انواع الرفض لدول كلهم - ما عدا الثقب طبعاً - بس انت واسلام يسري الوحيدين اللي لم اقاومكما وتمنيت صداقتكما
طبعاً كانت صدمة عاطفية لما قصاص اتحول لمحكمة عسكرية سنة 2001 وقابلت صاحبه محمد المهدي في مصر الجديدة وصدمني لما قال لي انهم مفتقدين قصاص اللي كان بيتعشى معاهم كل يوم بالليل على الساعة 2 او 3 بالليل
طبعاً حاولت افهمه اننا بنتعشى مع قصاص كل يوم في حدود الساعة 11 او 12 بالليل وكانت الصدمة انه مقسم اصحابه شفتات علشان ما حدش يزعل :)
إسلام لطفي
الأخ الحبيب اسلام لطفي المدونة نورت لدرجة إن البوستينج هنج من هذا المرور المشرف ... سؤال فقط لماذا لا تجد
أي مبرر لصداقتي مع القصاص ؟ وبعدين مش ملاحظ إن القصاص عليه نتقابل وهو حر وعليه نتقابل وهو مسجون كما انك تشعر إن محمد هو مفصل الربط بين جميع الأجيال ، كما أن لديه معارف وخبرات في أشياء غريبة لكن في النهاية أتمنى وأدعو الله ، أن يكون لي قلب مثل قلبه حقيقي قلب صافي ميعرفش انتصار لنفس ولا يعرف إلا الحب
اللهم رده لنا سريعا
وشكرا مرة تانية على تعليقكك
بوست رائع يا وليد
أهم حاجة أنه من غير عرق ولا حافة الكرسي لأن الواد في السجن هتعمل فيه ايه اكتر من كدة
شكرا ليك انك نورت مدونتي وشكرا لتعليقك
انا رديت عليه أتمنى انك ما تزعلشي مني لأي سبب وقدر خنقتي الرهيبة
وإن كنت عارف ومعترف ان لغتهم حادة شويتين كمان عملت بوست عن محمد ابقى شوفه
وربنا يدبم المعروف
انا
الأخ الحبيب أحمد شرفتنا والله بمرورك
وابقى كررها كتير
وليد
بجد انا حبيت قصاص ده من غير ما اشوفه .. هناك اناس يمرون في هذه الحياة مخلفين وراءهم الكثير والكثير من العواطف والتجارب والاشخاص .. واعتقد ان القصاص من هذا النوع ..
الناس دي شبيهه الأحجار الكريمة النادرة .. النادره جدا .. قلما تلاقيها ولما تلاقيها مش بتستخدم غير في أشياء قيمة جدا
اتمنى فعلا اني اتعرف على قصاص ..
Post a Comment