Wednesday, September 26, 2007

لحظات






كيف سينام اليوم محمد فغدا عملية ياسمين ابنته ؟
كيف سينام في زنزانته ذات البوابة المصفحة بسجن طرة ؟
ترى كم مرة سيقوم من جلسته ليقف أمام تلك الكوة بالباب والتي لا تتجاوز مساحتها عرضا شبر يد وطولا عقلة اصبع يطتلع منها للخارج بعينيه يطوف ببصره في ظلام دامس إذا أخرج يده لم يكد يراها واذا ارتفعت عيناه لينظر الى السقف فلا يجد سوى حديد متعامد بعضعه على بعض تعلوه رقائق من الشبك الحديدي الاسود ينفذ بصره ليتعلق بهذا الضوء البعيد ضوء البدر ضوء الأمل .

كيف ستمر عليه لحظات ما بعد التاسعة صباحا ؟
هو يعلم الآن أن عملية ابنته قد بدأت وهو طبيب ويعرف الحالة جيدا ويعرف أن الطبيب يشق صدر ياسمين ابنته التي لم تبلغ من العمر 4 سنوات ليستكشف ويتخذ القرار ....
ماذا وجد الطبيب في صدر ياسمين ؟
هل الأمر يحتاج الى استئصال الغشاء البلوري فقط ؟
أم ترى الأمر يستدعي ان يستأصل جزءا من الرئة ( أسأل الله ألا يقدر ذلك )؟
أم ترى يتدخل الله بفضله وواسع رحمته والأمر لا يتعدى كحت ما تكون من صديد جاف على رئة ياسمين نسأل الله ذلك ؟
كيف نبضها وقت العملية ؟ هل ستحتاج لنقل دم أم لا ؟ هل فصيلتها متوفرة أم لا ؟ هل ؟ هل ؟ هل ....
الساعة الآن جاوزت الحادية عشر .... هل انتهت العملية أم ليس بعد .... ولو أنها انتهت بفضل الله وكرمه من سيطمئنه بتفاصيل الحالة فالعملية في السادس من أكتوبر ولن يستطع أحد أن يلحق بزيارة السجن لأن السجن يغلق أبواب زيارته اليومية في الساعة الحادية عشر والنصف ..... بل إن اليوم الخميس وغدا الجمعة .... هل سيظل هذا الأب لا يعلم ماذا حدث لأبنته في عمليتها حتى يوم السبت ...؟

كيف ستمر هذه اللحظات على د / أمل أم ياسمين ؟
كيف هي وهم يأخذون ياسمين من حجرتها لغرفة العمليات تنظر يمنة ويسرة تبحث عن عونها وسندها في هذه الحياة الدنيا ، تبحث عن سكينتها الذي يطمئنها ويهدأ من روعها فلا تجده فهو في سجنه سجن مبارك والعادلي ؟

كيف ستمر لحظات حساب كل ظالم ؟
هل هي لحظات أم سنون في هذا المشهد العظيم ؟
بماذا سيجيبون الخالق العادل الجبار المتكبر القوي ؟
كيف سيفرون من مظالم العبيد ؟
كيف ستكون حجتهم يوم يسأل كل عن حقه ؟
اللهم لا تفلتهم من عذابك وعقابك فما رعوا فينا رحمة ولا شفقة ولا إنسانية
اللهم بحق اسمك الرحمن واسمك الرحيم ارحم بهذا الأب وهذه الأم اللهم خفف عنهم البلاء بكرمك وجودك اللهم جاوز بهم تلك المحنة إلى بر خير ينعمون فيه بصحبة بنته ياسمين في خير صحة وعافية ... اللهم اذهب عنها البأس والشدة والمرض وعافها واعف عنها .. اللهم إجل اخر لحظاات ألم لها هي الغد وأرنا وافر الصحة والعافيه فيها يا ارحم الراحمين ، اللهم الطف بها وأسرتها وبأقاربها وبمحبيها وبمحبي أبيها ... خفف عنها يا رب خفف عنها يا رب اللهم آمين .

Saturday, September 22, 2007

إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضبع أجر المحسنين


- ياسمين محمد حافظ أربع سنوات إلا قليلا أمد الله في عمرها ورزقها حسن عمل وطول أجل في كبرها ....
ماشاء الله ذو وجه كالملاك تستريح إن نظرت إليه ، يحوي مزيجا من البراءة الشديدة والكثير من شقاوة الأطفال يبدو للناظر إليها أنها من هذا النوع القليل في عالمنا الآن الذي لم يطعم إلا حلالا ولم يسمع إلا طيبا ولم يرى في بيته إلا خيرا وكيف لا وهي ابنه الدكتور محمد حافظ والدكتورة أمل غلوش .....

- ماشاء الله عليها من الطبيعي أن يبدأ يومها هذه الأيام بالاستيقاظ المبكر والاستعداد للحضانة المدرسية وأن يخرج بها والدها محمد حافظ ليأخذها في سيارته لمدرستها هي وأخواتها سارة ومحمود ... تضع لها أمها السندوتشات في حقيبة مدرستها وتقبلها قبل النزول مع أبيها ... لكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه

ياسمين الأن في مستشفى عين شمس التخصصي في قسم الرعاية المركزة بمبنى د - صدر )-
( لها أكثر من سبعة أيام هناك عرضت على العديد والعديد من الأطباء وبدأت الحالة في التحسن الطفيف وهي الآن في انتظار اجراء جراحة بالرئة الله أسأل لها العافية والسلامة ........ من الطبيعي في هذه الحوادث أن يكون الأب هو القائم على أمر ابنته لاسيما وهو طبيب ......لكن محمد لم يكن موجودا معها لا في بداية مرضها ولا وقت دخولها الرعاية ولا وقت اتخاذ قرار إجراء العملية لإبنته بل إن هذا الأب لم يعلم بمرض ابنته إلا بعد مرور 5 أيام على ابنته في الرعاية المركزة ........ ففي الوقت الذي تخرج فيه أخته الدكتورة هالة مسرعة لأسعاف ياسمين ونقلها للمستشفى يخرج فيه محمد حافظ من سجنه بمزرعة طرة وفي الوقت الذي تركب فيه أمها سيارة الاسعاف لنقلها من مستشفى كليوباترا الذي رفض استلام الحالة يركب فيه محمد سيارة الترحيلات التي تقله إلى المحكمة العسكرية لحضور احدى فصول المسرحية الهزلية وفي الوقت الذي تلتف فيها يد الممرضة لحقن البنت ذات الاربع سنوات لتركيب المحاليل لها تلتف يد غليظة لأحد الشويشية حول يد محمد ليضع فيها القيد والأغلال .

( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
- لك الأجر كاملا من هذا الابتلاء يا محمد وبلغك الله مقام الصابرين المحتسبين الراضين بقضاء الله بإذنه وأسأل الله لك الصبر يا أم سارة على هذا الاحتساب والرضا بكل هذه المحن ، ولك الأجر كاملا على هذا المجهود الذي يعجز عنه الرجال يا دكتورة هالة في رعايتك وجاهزيتك في تعاملك مع الحدث أسأل الله لكم الأجر كاملا غير منقوص بإذن الله
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

( وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَـٰناً وَإِثْماً مُّبِيناً )
- لكم الإثم كاملا غير منقوص يا من حرمتم هذا الأب من ابنته في حادث كهذا لكم الإثم كاملا يا من نهبتم أموال هؤلأء المصلحين وأغلقتم مصادر رزقهم ، لكم الاثم كاملا يامن شهدتم زورا في المحاكم والنيابات أسأل الله لكم الاثم كاملا غير منقوص .
( وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَـٰناً وَإِثْماً مُّبِيناً )

ويعلم الله اننا لا نكتب هذه الكلمات استعطافا لقلوبكم فعن أي عطف نبحث في في قلوب خربة استهانت بشهادة الزور وسرقة الأموال من الخزن وترويع الاطفال والنساء فليس هذا هدفنا وانما هدفنا هو كشف ظلمكم وفسادكم ولقد تركنا مظالمنا لله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، يوم لا ينفعك منصبك ولا وزيرك ولا رئيسك اسمع هذا الحديث لتعرف حالك يومها .....
روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الدواوين ثلاثة، فديوان لا يعبأ الله به، وديوان لا يغفره الله أبدا، وديوان لا يتجاوز الله عنه، فأما الذي لا يعبأ الله به هو ظلم العبد نفسه، والذي لا يغفره الله هو الشرك، والذي لا يتجاوز عنه هو ظلم العبد لغيره"

مَّنْ عَمِلَ صَالحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لّلْعَبِيدِ

نلتمس من الاخوة والأخوات من استطاع الزيارة فلا يتردد ومن لم يستطع فلا ينساها في دعاءه فلتكن دعوتك حين فطرك أن يشف الله ياسمين ويعافيها في بدنها من كل سوء
مبنى د مستشفى عين شمس التخصصي رعاية صدر الدور الثاني الزيارة من 3 : 4