Sunday, March 25, 2007

عملتها تاني يا منيل



عملتها تاني يا منيل
عملتها تاني يا منيل .... عملتها تاني

استيقظ صابر على تلك الكلمات تدوي في أذنه كأنها طلقات مدفع هو لا يعرف ماذا يفعل ... ولكنه استمر في نومه ... هو بالطبع ليس بنائم هو مستيقظ كل الاستيقاظ ولكنه يرسل رسالة إلى أمه بأنه ما زال نائما ومستغرقا في نومه علّ النوم يشفع له عن جرمه الذي فعله .قوم ... قوم هتك خيبة ... قوم لما اشيل الملاية... والله يا صابر ... والله لالسعك بالشمعة انتفض صابر ... والله مش هعمل كده تاني... آخر مرة والله يا ما ما آخر مرة ... آخر مرة ... والنبي اخر مرة يا ماما انا اقسمت هلسعك بالشمعة يعني هلسعك بالشمعة آه آه آه ... خلاص .... خلاص يا ماما والله... خلاص .. خلاص ..آآآآه

ومن هذا اليوم يأوي صابر إلى فراشه ويظل مستيقظا منتبها ... هو صار يخافه ... نعم يخافه ويخشاه بشدة ... هذا النوم اللعين ... هو الراحة لكل الناس ولكنه العذاب لصابر ... هو يعلم أنه إن غلبه النوم فربما بال مرة أخرى على نفسه ...ولذاق العذاب من أمه ...لا لا لن أفعل ... لن أنام أبدا .
إيه اللي عمل فيك كده ... ده القميص لسه جديد ... والله لما ييجي ابوك هقوله يشوفله صرفه معاك ... هوه إحنا يابني قاعدين على بنك ولا على تل فلوس ... منك لله والله يا ماما ادهم هوه اللي شدني من قميصي قطعهولي ... كان عاوز ياخد ألواني الجديدة وأنا قلت ليه لأ لأنه بيخلصهالي ... راح ضربني وخدها مني ...ولما شديتها منه شدني من القميص قطعه ليه الأب : والله يا ابن الـ.... لما اصحالك أنا جي دلوقتي قرفان من الشغل بالليل لما اصحالك هتشووف هعمل فيك ايه ... آال ادهم آال ... وإيه يقعدك جنبه أصلا ... من بكرة تسيب مكانك وتقعد في أي حته تانيه ... هوه أنا ناقص قرف ومشاكل ووجع دماغ ... وبعدين ملقتيش غير أدهم ابن العقيد صلاح... نروح فيه فين أحنا ملكش دعوة بحد ولا حد له دعوة بيك ... تروح وتيجي في حالك والواد أدهم ده سيبه خالص ومتقعدش جنبه ....ولو عملك حاجة متردش عليه .. قله الله يسمحك..


ذهب صابر و لم يجد مكانا مناسبا يجلس به فنظره ضعيف ولن يرى إذا جلس في الصفوف الأخيرة بالفصل ... ولكنه تذكر ولم يتذكر إلا كلام أبيه وكلام أمه جلس صابر في آخر صف وحيدا لا يرى أدهم ولا يرى ما على السبورة لكنه يرى المعلم أحيانا

.الأب : اللي فات ده كووم والجامعة كوم تاني يا صابر ... ملكش دعوة بحد خالص يا صابر ... الجامعة كلها مخبرين ومرشدين والعيال هناك بيقولوا على بعض وبيكتبوا تقارير في بعض الأم : بص يا صابر تدخل من باب الجامعة على المدرج تخلص المحاضرة تاخد بعضك وتنك جاي على طوول ، الجامعة دية مصيبة أوعي يا ابني تمشي في مظاهرة أو تمسك ورقة متعرفش فيها إيه عاوزاك تمشي جنب الحيط ...لا ولا حتى جنب الحيط ... تمشي جوه الحيط .الأب :ويمشي ليه برة الحيط ولا جوه الحيط وليه يمشي من أساسه إحنا نقصين بلاوي ... تقف زي الحيط يا واد يا صابر ... سامع ملكش دعوة بحاجة لو سمعت انك مشيت في مظاهرة أو انك ليك زمايل وأصحاب وشلة والكلام ده ليلتك سوده .

ذهب صابر إلى الجامعة .. هو مثل الحائط لا تخرج منه كلمه ... واستطاع أن ينتزع من أصحابه في الدفعة لقب الأخرس ... فهو قليل الكلام أو نادر الكلام ... أو ربما يترك قاموس الكلمات والجمل في بيته ولا ياخذ معه إلا قاموس الايماءات ... ذات يوم يجلس في المدرج ... تلاقت عيناه بعين زميلة له في المدرج ابتسمت تلك الزميلة في ابتسامة طبيعية فابتسم هو الآخر .. ورأى أن عليه أن يحيها ولو بهز رأسه دالا بذلك على التحية ... رأى الدكتور صابر يبتسم ثم يهز رأسه لزميلته ... الدكتور : أنت قاعد تحبلي في المدرج يا فلانتينو زمانك ... قوم قوم ... متحضرليش محاضرة لغاية آخر السنة ... ايه ده اهلك معلمكش ازاي تحترم المحاضرة وأساتذتك... قوم ... أتفضل اخرج بره يا حبيب زمانك ... خرج صابر وفي نفس اللحظات التي كانت قدماه تخرج من باب كليته كان أستاذه يأخذ اسمه من أصدقاءه فقد توعده بالرسوب هذا العا م ومن هذا اليوم وجد أن الإيماءات أيضا ربما يكون لها أثر سئ على حياته وربما تسبب له مشكله فترك قاموس الإيماءات مع قاموس الكلمات ... وعندما كان يرجع الى البيت كان أحيانا ينسى وأحيانا يكسل أن يسترجعهما ... فهو الآن حائط أخرس في الجامعة وأحيانا كثيرة كذلك في البيت
خش جوه ... قلت خش جوه ... محدش يقفلي جنبي هنا لو سمحتم ... أسرع صابر وحشر نفسه في عمق الناس في الحافلة فقد سمع أمرا من المحصل .. خش جوه ..عليه أن يخش جوه ... وكلما سمع الكمسري يكرر الكلمة وهي ليست له زاد في الانحشار في العمق ...صابر يشعر بيد تمتد في جيبه ... ربما لتأخذ نقوده أو ربما صاحبها يبحث عن الدفء في هذا الجو الحار الشديد ... لا لا هو يريد المحفظة فلقد بدأت تتحرك من جيب صابر ... ماذا يفعل ... تجمعت أمام صابر كل حياته ...وتجمعت كل الوصايا المباركة والتي سمعها من أبيه وأمه ... حاول أن يحبس نفسه وينظر حيث لا يشعر اللص انه يشعر به صابر يخشى أن يشعر اللص بأنه يعرف انه يسرقه .... ويقول في نفسه ... لماذا كل هذا التأخير مرت تلك الثواني عليه كأنها ساعات ... فليأخذها بسرعة .... ما الذي يأخره ... يأخذها والله لن أفعل له شئ ... تجمد صابر تماما ... مازال اللص يحاول استخراج الحافظة ... فكر صابر أن يساعده ... نعم لم لا ... لم لا يخرج له الحافظة ويعطيها له وينتهي من هذا الكابوس الأليم .. سأفعل هذا بسرعة ، هم صابر بوضع يده في جيبه بسرعة ليخرج الحافظة ويعطيها للص ... وما إن شعر اللص أن صابر قد تحركت يداه الى حافظته حتى جرى مسرعا وقفز في خفة من الشباك . تعجب صابر كل العجب من تصرف هذا اللص صابر لا يعلم لماذا جرى اللص ... وما زالت هذه المسألة تحيره ... لماذا قفز اللص من الشباك..... ربما تذكر موعد هام ... أو ربما جاءت محطته ... أو ربما رأى شرطيا يعرفه في الحافلة
وليد

Tuesday, March 20, 2007

كل واحد يخلي باله من قفااااه


أعتذر لكم عن تأخر الجزء الثاني (من محروسة كشفت وشها) وذلك لانشغالي وإليكم قصة أسأل الله أن تحوز إعجابكم وهي من وحي كرامتنا المهدرة والتعديلات الدستورية


كل واحد يخلي باله من قفااه
تجمع ثلاثة من الوزراء وبعض متخذي القرار في البلاد في قصر الرئيس الجمهوري في انتظاره بعد أن جد في طلبهم سريعا دون معرفتهم بالسبب...وزير الإعلام : سيدي فخامتك طلبتنا منذ لحظات ... تحت أمر معاليك
الرئيس : صحيح يا عصمت آآآ ... آآآ . والله يا عصمت لا اعرف كيف ابدأ الكلام .. ولكني اشعر انه أمر غريب .. ترددت طويلا قبل أن أحادثكم فيه .. ولكني في النهاية رأيت أن علي أن أستشيركم فيه .
الوزير : ولماذا التردد سعادتك ... هل هو أمر حرج لهذه الدرجة
الرئيس : ربما أشعر أنا به أن به بعض الحرج ولذلك جمعتكم لأستشيركم فيه
وزير آخر : سيدي لما التردد اطلب ما شئت ينفذ ... فأنت زعيمنا وعلينا طاعتك .. مر ولا تتردد ... ربما ما يجول في رأسك هو إلهامات ربانية فيها صالح شعبنا وأمتنا وبلدنا الحبيب .....
الرئيس : خير .. والله أنا سأخبركم وأنت تستطيعون تقدير الأمر ... رأيت أمس في منامي أن الشعب كله قد تجمع أمام قصري رجالا وشيوخا وأطفالا ونساء والجميع يقف في صف طويل لا أرى له نهاية ... رأيت كل الأعمار رأيت كل الأوساط رأيت أناسا لم أتوقع أن أمثال هؤلاء يعيشون في بلدي الجميع يقف في الصف وكلما جاء الدور على أحدهم تقدم نحوي وأحنى رقبته أمامي و رفعت يدي إلى أعلى حتى ظهر إبطي من شدة العزم ثم هويت بكل قوتي على قفاااه.....ا
الوزير : قفاه يا سيدي
الرئيس : نعم قفاه ... ألا تصدقونني
أحد الحضور : لا لا طبعا نصدقك أنا لا أعلم ما العجب في هذا ونظر نظرة عتاب للوزير المتحدث
الرئيس : بالطبع كان من المكن أن تمر هذه الرؤية دون أن تحيرني لكن جدتي قالت لي من قبل أن أي رؤية تراها وأنت نائم فهي رغبااات مكبوته وجب عليك تحقيقها وإلا من الممكن إن ينقلب الأمر بمرض نفسي ، وكذلك تذكري لكلام أحد العرافين أن أكثر الرؤى تمثل فتوحا للبشرية إذا تم استغلالها بشكل صحيح ... خشيت أولا أن اتحدث اليكم في أمر هذه الرؤيا وترددت في
الوزير : جنابكم كيف تتردد في أمر مثل هذا ترددك في حد ذاته ضرر عليك وضرر على الرعية وعلى البلد والشعب كيف تتردد...
وزير آخر:. هذا والله إفناء للذات... سيادتك كان لازم تقول لنا منذ استيقاظك ولا تنتظر إلى هذه الساعة المتأخرة من النهار علينا إن نتحرك بسرعة فربما مرور الوقت فيه خطر عليك وعلينا
الرئيس: وماذا سنفعل أنا لا أريد مشاكل ولا أريد أن أسبب أزمة داخلية
وزير الإعلام : لا لا لا تقلق جنابك كل شئ إن شاء الله سيكون تمام مثلما رأيت بالضبط كل ما رأيته في الرؤية سيحدث جهارا نهارا غدا وعلينا أن نتحرك الآن وسأرتب لك كل شئ .
( بينما كان الأسطى طه وعم أيوب والباش مهندس أشرف والدكتور سمير يشاهدون مباراة كرة القدم بين مصر ونيبال بإحدى مقاهي القاهرة القديمة على مقربة من مسجد الأزهر إذ انقطعت إذاعة المباراة وخرج بيان جمهوري عاجل من رئاسة الجمهورية) يقول البيان :( تقرر غدا في تمام الساعة العاشرة صباحا تجمع كل السادة المواطنين بشتى أعمارهم وبشتى درجاتهم العلمية باستاد القاهرة الدولي وتهيب رئاسة الجمهورية بالسادة الحضور الإلتزام بالموعد المحدد ... وعلى الجميع إن يحضروا متاعا ومأكلا ومشربا يكفيهم لمدة أربعة أيام ... وذلك لتفضل سيادة الرئيس بضرب جميع المواطنين بيده الكريمة على القفا على أن يقوم الجميع بالاستحمام مع ضرورة تنظيف القفا والظهر جيدا ) انتهت إذاعة البيان واستكملت المباراة ... وبعد انتهاء المباراة ظهرت أحدى المغنيات المشهورات بأغنية جديدة ذات لحن عذب وفيديو كليب يتناغم مع اللحن الجميل تقول في مطلعها ( ضرب القفا ماا يجيب جفا ده يجيب دفا ) انصرف جمع من المشاهدين من القهوة ... وبقي آخرون
عم ايوب : أنا بعد 60 سنة اضرب على قفايا ... انا بعد الشيبة دية أقف في طابور استني و ... لالالا مش ممكن ده يحصل.!!!!! أنا بكرة ... بكرة بكرة مين ... أنا .. دلوقتي هروح أعمل عملية تجميل استأصل فيها قفايا ويبقى ضهري لاااحم في راسي على طول ، ولا اضرب على قفايا أبدا ولا يتقال أبدأ بعد العمر ده إني اضربت على قفايا . الاسطى طه : ايه يا عم أيوب أنت تطول الريس بجلالة قدره يضربك على قفاك ده وسام شرف ده كفاية إن أيديه تلمس قفايه والله ناس مش فاهمه حاجة ، أنا ماشي يا جماعة هاروح أخلي العيال وأمهم يستحموا ونروح من دلوقتي عشان نقعد في مكان كويس ويمكن نلحق نقعد في المقصورة جنب الريس ده هيبقى يوم حدوته
م /اشرف : لا لا انت بتقول إيه يا اسطى طه الموضوع بردو فيه شئ من قلة الكرامة وقليل من الإهانة أنا شخصيا هلبس بلطو بياااقة عريضه وأروح بخوذة الشغل ييجي يضربني ايديه مش هطول قفايه ان شاء الله
د سمير : يا اخونا انتو مكبرين الموضوع شوية إيه المشكله لما ييجي يضربك الزق قفاك في ضهرك الضربة هتيجي على راسك أو على ضهرك وخلاص مشووو حلكووو ، وبعدين ما دامت الإهانة طيلانا كلنا تبقى مش إهانة لحد معين بل ممكن يبقى اللي مضربش هوه الغريب بعد كده ، وتتم معايرته ومش بعيد يتسجن لعدم أداءه الواجب الوطني .
وفي الصباح خرجت الصحف تتبارى في وصف الحدث المرتقب بأنه التواصل والتلاحم بين القيادة والشعب ، كان عنوان الجريدة الحكومية الأولى ( آن لهذا الشعب أن يكرم ) وكتب في صفحات الصحة تحت عنوان
( اكتشاف علمي جديد )
the kafaa إن الذكاء العقلي متصل بغدة لنفوية تقع بين الرأس والظهر وفي منطقة تسمى أما تفاصيل الخبر فجاء فيها أن الحركات العنيفة التي تقع على القفا لها تأثير صحي عالي يتصل بطول العمر وقوة الذكورة لدى الرجل والإخصاب لدى المرأة
أما في باب حظك اليوم فكان أول الأبراج ( رزق يسااق إليك من الخلف ) وآخر برج كان ( ستسمع صوتا عنيفا ولكن لن تشعر بشيء(
وجاءت الساعة العاشرة وتجمعت ملايين البشر داخل وحول الاستاد بل إن التجمعات بلغت وسط المدينة من كثرة الناس وهاهي جحافل قوات الأمن تنتشر في كل شبر من المكان ويتم اعتقال المشتبه فيهم كما يتم تفتيش الرجال بعناية .. وبدأت الحوارات تدور بين الناس: اأنت جبت معاك أكل إيه لليومين دول ... والنساء يتحدثن عن اللحوم الجافة أنها أفضل طعام لهذه الظروف... والأخريات يقلن لا المعلبات أحسن .. أما الأطفال والطلاب فقد جلسن يكتبن الواجبات المدرسية فقد أعطت المدارس واجبات انتهازا لفرصة أيام الإجازة الأربعة ... فاجتهدت كل معلمة وكل معلم في تكديس عشرات الورقات من المقرر على الطلاب لكتابتها كواجبات منزلية... أما الشباب من الجامعات فبدأ في البحث فور وصوله على مكان تجمع الفتيات ليقفن أو يجلسن هذه المدة على مقربة منهن أملا في الوصال وتسمع بينهم هذا الحوار ،،، تصدقوا أن الفكرة بتاعة القفا دية لذيذة هيبقوا يومين ظراف... ويجيبه آخر : يا عم آه الواحد يأنتخ شوية من الكلية والخنقة
أما الآباء فتستمع لحديثهم الأكثر أهمية بعضهم يسأل : أنت جبت الكولمن ده منين وبكام ... وبعضهم احضر معه التلفزيون بالبطارية لكي لا تفوته مباراة كرة القدم للدور قبل النهائي لدورة الصداقة المقامة بالعراق بين العراق وأمريكا ليلعب الفائز النهائي بين مصر
وإسرائيل . ولقد أقامت إحدى القنوات الفضائية هذا الحوار مع أحدهم سائلة إياه عن موضوع ضرب القفا هذا فعلق على السؤال قائلا : في الحقيقة الموضوع نفسه مفهوش مشكلة ولكن كان من الواجب أن يكون النظام على نحو أفضل من هذا بل كان من الممكن أن تتم مشاركة كل الوزراء وبعض رجال مجلس الشعب وبعض كوادر الحزب ليقوموا بهذا العمل نيابة عن السيد الرئيس وذلك حرصا على عدم إجهاد سيادته وكذلك حفاظا على النظام والأمن وسلامة المواطنين ، وبالطبع هذا إحياء من جنابه لعادة فرعونية قديمة الأزل منذ 7 آلاف سنة فالحدث نفسه له العديد من الايجابيات منها اتصال الجيل الحالي بالجذور وإحياء عادة قديمة تجعل الشباب يعتز بمصريته وباتصاله بالفراعنة وكذلك سمت حضاري أمام العالم كله في الاستاد إعلانا منا ومن الشعب جميعه بقدرتنا على تنظيم المونديال تحت رعاية السيد الرئيس في 3010وأرى هناك جماعة التفت ... يظن الرائي للوهلة الأولى أنها مظاهرة ولما تقترب منهم ترى إنها مجموعة من الصينيين أقاموا معرضا كبيرا احضروا بضاعتهم من خيام بلاستيكية وأدوات طهي خفيفة لبيعها في هذا التجمع المهيب استغلالا للظروف علاوة على انتشار الباعة الجائلين لبيع الأطعمة وبعضهم يبيع الكريم والعطور وكان أحدهم يردد قائلا عطّر قفاك تنول مناااك ... وترى هناك جماعة أخرى تتناقش بصوت مرتفع عن مباراة نيبال مع مصر ويعلو صوت أحدهم قائلا والله مفيش حل في الكرة المصرية أبدا... والآخر يقول همه غلطوا غلطة عمرهم أنهم مشوا الجوهري .
وفي وسط هذا كله نصب سرادق ضخم كبير تقدمه منصة ذات أجهزة صوتية ومشروبات ومأكولات يجلس عليها نخبة من الرجال والنساء ويبدو عليهم أنهم من صفوة هذا المجتمع وعلقت خلفهم لافتة كبيرة كتبت بخط الثلث البديع وتحمل عنوانا لمؤتمر شعبي مهيب
( الإشكاليات والتحديات الامرئية التي تواجه الوحدوية التدريجية المجردة وتأثيرها على القفا وعلى مقربة من التجمع جلست جماعة كبيرة يبدوا على مظهرهم وملبسهم تمسكهم بالدين جلسوا في حلقة وتناوبوا قراءة القرآن والدعاء عسى أن يفرج الله هذا الكرب ويزيح عن الشعب هذه الغمة .وخيم الشعب في انتظار الضرب على القفااااااا
.....

Tuesday, March 13, 2007

ظاهرة اسمها القصاص



ظاهرة اسمها القصاص
الزمان : 1987
المكان : مدرسة الطبري الثانوية بنين بروكسي
الحدث : الإذاعة الصباحية المدرسية يقدمها ويقوم بربط فقراتها الطالب محمد علي القصاص ، في بعض الأحيان يقوم بالتقديم ولا مانع من تقديم فقرة أو ربما فقرتين لعدم توافر مشاركين بل في بعض الأحيان تتحول الإذاعة إلى محمد القصاص بدءا من قراءة القرآن حتى النداء على أسماء طلاب الحكم الذاتي لهذا اليوم ، هو وجه مألوف لجميع من بالمدرسة بابتسامته
العذبة وتفاؤله الذي تراه في حيويته وطاقته وعلاقاته الحارة بالجميع تراه يقف في فناء المدرسة مع الجميع ويتحدث إلى الجميع تراه مع طلاب في كل الفرق بالمدرسة مع الأساتذة مع الأخصائي الاجتماعي مع الناظر مع المدير تراه في كل مكان بالمدرسة

الزمان : 1993
المكان : كلية دار العلوم الفرقة الثانية جامعة القاهرة
الحدث : يتسائل الجميع في هذا الصباح عن غياب محمد القصاص وهو الشئ الذي لا يحدث حتى أننا كنا نظن محمد يأتي للجامعة يوم الجمعة ، فلا تمر الساعة الحادية عشر يوميا إلا وتجد القصاص بمقر اتحاد الطلاب بالكلية يبيع شرائط كاسيت المعلقات لطلاب الفرقة الأولى ، أو تجده في رعاية الشباب يقوم بالاتفاق مع أحد الموظفين أو الموظفات على حل مشكلة الوجبات الخاصة بالطلاب المغتربين ، أو يقدم أوراق دعم الكتاب لأحد الطلاب أو الطالبات ، أو تجده في غرفة قائد حرس الكلية حسن أمين يتجاذب معه أطراف الحديث حول مشكلة ما خاصة بعمل التيار الاسلامي بالكلية ، لكن في هذا اليوم مرت الساعة الثانية ولم يظهر محمد ، ذهبت إلى غرفة حسن أمين قائد حرس الكلية وقد دب الشك في قلبي وسألته هل لديك معلومات عن اعتقال محمد ؟ فأجاب بالإنكار ولكن رأيت في وجهه ارتباكا ملحوظا ، استأذنته في استخدام هاتف مكتبه واتصلب بالبيت عند محمد فأجابتني أمه وكانت تعرفني جيدا ، سألتها أين محمد فأعطت السماعة لأبيه الذي سلم علي واخبرني بأن أمن الدولة أخذوا محمد بالأمس قبل الفجر وقد أخذوا العديد من الكتب والشرائط من المكتبة ، واجهت حسن أمين قائد حرس الكلية بالخبر وقت دخول وليد الدجوي ضابط أمن الدولة المتابع للحرم الجامعي والذي تكلم بكل وضوح قائلا ( ده تأمين لزيارة كلينتون ... أول ما كلينتون يخلص زيارته هيخرج القصاص وبهيج ووديد ) ولقد كانت معلومة اعتقال وديد وبهيج جديدة بالنسبة لي ، فقلت له وماذا لو قامت مظاهرة طلابية ضد زيارة كلينتون ، أجاب وليد الدجوي سريعا لن يخرجوا وستخرج لهم قرارات اعتقال ، واخرج من جيبه ورقة صغيرة ناولها لي مكتوب عليها ( كلينتون لا مرحبا بك في أرض الكنانة وسترى منا احتفالا عظيما ) وتم توقيع الرسالة باسم طلاب التيار الاسلامي ، قضى محمد 5 أيام بمقر أمن الدولة بالجيزة والمسمى بجابر ابن حيان ، وكانت هذه هي التجربة الأمنية الأولى لمحمد القصاص ،
.

الزمان : 1995
المكان : تحت قبة جامعة القاهرة
الحدث : بعد خروجي من المعتقل ذهبت إلى الجامعة للسلام على عميد كليتي دكتور حامد طاهر والذي أخبرني بانه سيذهب بي للدكتور مفيد شهاب رئيس الجامعة لأنه يريد أن يسلم علي وبعد الذهاب إليه وخروجي من مكتبه وأمام باب قبة الجامعة وجدت شخصا يجري علي وتعثر عند صعوده سلالم باب القبة وسقط ببدنه علي يقبل يدي وكتفي وذراعي وهو يبكي كان هو محمد القصاص لم يكن قد رأني منذ خروجي من يومين ذلك لأنه هو والعديد من الطلاب الأخرين كانوا قدر هربوا من ملاحقات أمن الدولة لهم في بيوتهم إثر مظاهرة طلابية عظيمة جمعت طلاب جامعات مصر رافضين فيها تحويل المدنيين من الإخوان المسلمين للمحاكمات العسكرية ، والتي وصلت لعدد مداهمة بيت أحدهم خلال فترة خمسين يوما لست مرات إلا أن بعد خروجنا من المعتقل كان هذا إعلاناا لهم بأن الأمور قد هدأت ويمكنهم العودة لبيوتهم ولكلياتهم .

الزمان : 1996
المكان : جنينة تجارة أمام مدرج العيوطي وبجوار مسجد كلية تجارة
الحدث محمد القصاص يجلس مع ربيع سكر أحد كوادر حزب العمل شاب طموح محب لبلده نشيط ومعهما محمد البعلي أحد الطلاب الشيوعيين بكلية دار العلوم وهو الوحيد من نوعه وبفكرة في الكلية وطالب ثالث لا أذكر اسمه يمثل الاتجاه الناصري لم تكن هذه هي الجلسة الأولى والأخيرة لهذه المجموعة فلا يمر يوم أو يومان إلا وتجدهم يجلسون في نفس المكان ، كنا نتعجب من قدرة محمد على امتلاك خطابا مناسبا مع كل هذه الاتجاهات دون افتعال أو تصنع لقد استطاع تكوين صلات وعلاقات من الصداقة الناجحة مع كل هؤلاء باختلاف أيدلوجياتهم

الزمان : أي وقت
المكان : أي مكان
الحدث : اتصل بمحمد وأخبره أنك تحتاجه في أي شئ وثق تماما أن محمد لن يخذلك فسيكون أولى شئ في يومه هو انهاء لك طلبك أو حاجتك واعلم أنه سيؤديها لك أفضل منك

الزمان : الواحدة والنصف مساء -الاثنين 12/3/2007
المكان : محمد يصعد سلم بيته ويتكلم في هاتفه
الحدث : ألو السلام عليكم يا وليد أنا هتاخد ... ليه انت فين .... أنا لسه داخل البيت ولقيت مخبر واقف عند باب العمارة واضح انهم مستنيني ..... انت متأكد ؟ ... أيوة أهه فيه عربية أمن مركزي جت وقفت تحت البيت سلام سلام بقه دلوقتي أنا بتاااخد .....خلاص

Sunday, March 11, 2007

( 1 ) ( محروسة كشفت وشها )



( محروسة كشفت وشها ( 1
كانت تمارس البغاء سرا.... تتخفى ليلا ... تخرج والناس نيام تسترق السمع فإذا هجعت الأبدان أعدت عدتها وخرجت تتلمس الظلام حتى تخرج من حييها دون أن يراها أحد، وهناك بعيدا عن هذا الحي المكتظ بالبشر كانت دنيا أخرى شبابا ورجالا يجوبون الشوارع بسيارتهم الفارهة عل أعينهم تقع على فريسة يقضون الليل بصحبتها ، كانت محروسة معروفة بهذا الشارع وكان لها مكان ومكانة لا يضارعها فيهما أحد ، فالكل يعرف تلك الناصية الواقعة بين شارع الحياة وشارع الثروة تقف محروسة على أعتاب تلك الناصية ولا يستطع أحد الوقوف بجانبها لا لخوف منها ولكن لأن الوقوف بجانبها يبرز عيوب الآخر، فمحروسة تمتلك سحر أخاذ يأخذ العقول ويشعل نار الهوى في القلوب ، تقف محروسة لبعض الدقائق حتى يأتيها زبونها المفضل يركب سيارة فارهة الطول هو شاب أبيض اللون أصفر الشعر له عينان خضروتان طويل القامة يلبس بذلة من الجينز يقف أمامها بسيارته فتهرول مسرعة إلى جواره وها هي تعود قبل الفجر إلى حيها دون أن يشعر بها أحد ، الكل يعرف في الحي أن محروسة مشيها بطال كما تردد دائما الحاجة أم العربي ولكن لا أحد رأى هذا بنفسه ، لكن الكل يعرف ولا تجلس نساء الحي جلسة إلا ويلمزون ويهمزون عليها دون التصريح ، فلا يستطيع أحدا أن يصرح بهذا إلا أم العربي والعجيب أن هذا لم يمنع أم العربي من التعامل معها ومجالستها بل إن أهل الحي ليعرفون أن أقرب من بالحي لمحروسة هي أم العربي ، كانت محروسة تعلم أن أهل الحي يعرفون في أنفسهم بأمرها لكنها تعلم أيضا بل توقن أنه لا يقدر أحدا منهم الحديث معها في هذا الأمر أو لومها فلقد استطاعت بذكائها وبنقودها أن توقف ألسنتهم الحادة في الحديث عن سيرتها صراحة إما بتعبيدهم بالإحسان إليهم بالهدايا والتسليف أو بمعرفة خباياهم وأسرارهم التي لو أشيعت لهدمت بيوت ولقطعت رقاب من هول ما تعرف عن رجال ونساء الحي فكأنها قد أمسكت بيديها ذلة على كل من بالحي تقيده بها بل وتستخدمه أحيانا في مآربها ورغباتها الكل تحت قيدها إلا الشيخ حسن فالشيخ حسن هو شيخ المسجد الأوحد بالحي وهو مسجد يؤم فيه عم حسن الناس ويقيم الشعائر في حال غياب المؤذن عم درويش ولكم هو كثير الغياب لكثرة تسفاره لقريته أو لعشقه الدائم بمتابعة الموالد ومناسكها ، عم حسن رجل أنهى من عمره العقد الخامس لكن هيئته وسمته لا يتناسبان مع هذا العمر فمن يراه لا يعطي له أكثر من خمسة وثلاثين عاما قوي البنية كث اللحية ،إلا أنه كثيرا ما يهذبها فتبدو دائما في حال جيده خفيف الشارب خمري اللون حسن الهندام حتى وإن لبس الملابس الأزهرية التي اعتاد ارتدائها خاصة يوم الجمعة ، هادئ الحال لا يتكلم إلا بالخير بين الناس وله منزلة ومكانة عالية وكبيرة في نفوس الناس يعمل معلما للغة العربية ويحفظ كتاب الله عن ظهر قلب لكن قلبه الأبيض وحسن ظنه بالناس لم يجعله يصدق أبدا ما يتردد من همز الناس ولمزهم على محروسة بل إن أهل الحي لا يستطيع أحد منهم أن يتحدث معه ويعرض بحديثه على هذه الإشارات خشية غضبه ، لم تخش محروسة من أحد مثل خشيتها من انكشاف أمرها أمام الشيخ حسن بل ولكم من مرة في معاملاتها معه لتتصنع الحياء والأدب وتتكلف الانضباط في القول وجدية السلوك بل إنها إن تحدثت إليه مباشرة تعمدت استخدام الأحاديث والآيات حتى ولو نطقت بهما خطأ ،وكانت تعلم أن خروجها ليلا لا يسمح لأحد من رؤيتها خاصة وأن بيتها في طرف الحي فلا كان يشغل بالها كثيرا أن أمرها قد ينكشف صراحة في الحي فصاحب السهر في حييها ينام مع دقات الساعة الواحدة وهي لا تخرج إلا بعد الثانية وعلى هذا اتفقت مع شابها المفضل و الذي كان يراعي ظروفها ولا يعبأ لتأخيرها ما دام سينال مراده ولو في آخر الليل .
مرت شهور على هذا الحال إلى أن أخبرها فتاها يوما أن عليها أن تخرج لمقابلته في أول الليل لأنه التحق بعمل هام في المنطقة الشرقية بشركة نفط ولا يستطيع أن يسهر كثيرا فعليها أن تخرج للقاءه في أول الليل وحدد لها الساعة العاشرة موعدا للقاءهما اليومي ، في البداية رفضت ، أخبرته أن هذا مستحيل فهذا قد يلوث سمعتها في حييها فأغراها بزيادة الأجر بل بمضاعفة ما كان يدفعه لها ... لم تتردد محروسة وأخذت قراراها وقالت اتفقنا سأرتب حالي لكن ستدفع بدل الضعف ضعفين فهز الفتى رأسه دالا على الموافقة وكأنه لا يأبه بهذا الشرط الذي ألقت به محروسة ثمنا للقاءه في الوقت الذي يريد.
رجعت محروسة إلى بيتها وهي غارقة في التفكير ... ماذا ستفعل ؟ كيف ستخرج من الحي وماذا ستقول لنساء الحي اللواتي يجلسن في الشرفات والشبابيك حتى منتصف الليل كانت تفكر مع الشيطان بل إنها كانت تكمل الأفكار له حتى حدثت نفسها قائلة إن نساء الحي يعرفن جيدا بأمري لكنهن لا يتحدثن معي بل ولا يستطعن أن يتحدثن عني أو معي في هذا وهن متأكدات من سلوكي فما يضير لو خرجت أمام أعينهن هل تستطيع واحدة منهن أن تتحدث بشئ كلهن في يدي ولو شئت لفضحتهن جميعا أو لمنعت عن بعضهن إحساني ...سأخرج... سأخرج في العاشرة ولن ينبس أحد منهن ببنت شفه ، أما بالنسبة لأم العربي ما المانع في رشوتها أو شراء سكوت لسانها القبيح أو إلجامها بصينية بسبوسة أو كنافة فبطنها لها حكم السيد على العبيد من باقي أعضائها خاصة هذا اللسان البذئ
وفي اليوم التالي خرجت محروسة متعطرة متزينة وأصرت على أن تحاول أن تضع عينيها في عين أي من النساء الواقفات في الشرفات والشبابيك إلا إن جميعهن دون استثناء اصطنعن عدم رؤيتها حتى إنها سلمت على أم العربي وهي جالسة مطلة من شباكها تأكل بيدها قطعة من البسبوسة بالقشدة فردت عليها السلام قائلة أهلا يا حج عوض أتفضل ضحكت محروسة ضحكة وقحة في تحد تحمل رسالة كشف لخبث هذه العجوز أم العربي التي تريد أثبات عدم رؤيتها لمحروسة بهذه الطريقة المضحكة
وليد

Thursday, March 8, 2007

أنا وقلمي والبطولة


أنا وقلمي والبطولة

- قم ... استيقظ ... قم
- ماذا دهاك .... لماذا توقظني الآن ... هل هذا وقت للكتابة !!!
- ومنذ متى وللكتابة وقت محدد... إن الكاتب يكتب وقتما تأتيه الفكرة .
- وهل تعتبر نفسك كاتبا ...لك الله يا كتابة ... لي أكثر من ثلاثة أشهر لم أستخدم إلا في كتابة أرقام الهواتف ورسومات ليست ذات قيمة هذا غير ابنتك التي جعلت مني لعبة من ألعابها تلوكني في فمها حينا وتقذف بي حينا آخر .
- ها أنت قد استيقظت وبدأت تتناقش وتنقد ... قم بالله عليك فأنا في حاجة ماسة للكتابة
- وعن أي شئ ستكتب ؟
- في الحقيقة لا أعرف فقط أريد أن اكتب
- ولماذا لا تكتب على حاسوبك فلطالما رأيتك تكتب عليه وتجالسه الساعات دون أن تعيرني أدنى اهتمام
- آسف لك ... لكن رغبتي الآن في الكتابة بك ... أرجوك لا تتمنع علي
- أنا لك أكتب ما شئت لكن لا تطل ... ها .. عن أي شئ ستكتب
- ما رأيك أنت عن أي شئ أكتب تستطيع أن تختار معي من يكون بطل قصتي ؟
- بطل ...يا سيدي ولى زمن الحديث عن الأبطال خاصة وأن بطلك هذا دائما إما مجاهد شهيد أو فارس نبيل أو معتقل مظلوم أو منفي أو ... ... وفي الحقيقة لم تصبح القصص شيقة بهؤلاء الأبطال.
- لم لا تتحدث عن بطل من نوع آخر .... تتحدث مثلا عن بطل فاسد أو عن بطل خائن ...أقصد ..أقصد أن تكتب عن بطل شرير ظالم جبار لا يرعى في الله حرمة ولا تعرف الإنسانية لقلبه سبيلا .
- وهل ترى في هذا بطلا ؟
- طبعا بطلا... بطلا رغم أنف الجميع .. بل بطلا بشهادة الجميع إن سُئلوا ... بل بطلا بهتافهم داعين له بدوام الحياة ... بالبقاء ... بل هاتفين له أنهم يطوقون شوقا لفدائه بالروح وبالدم .
- آآآآه تريدني أن أنافق
- لا بل أريدك أن تكتب ما يديم لك الكتابة ويديم لك الحياة ويديم عليك العطايا بل ويقرأ الناس لك كل ما تكتب ويثنون عليه ويمدحونه حتى وإن كنت تكتب تقارير في جيرانك وزملائك .
- ومن يكتب عن الأبطال الحقيقيين إذن ؟
- الأبطال الحقيقيون لا يستحقون الكتابة لهم منا
- كيف ترى هذا أجننت أنت ....أينقلب الأمر إلى هذه الدرجة ، ألا يستحق هؤلاء الأبطال الحديث عنهم وعن بطولاتهم وعن شجاعتهم وعن تضحياتهم ؟
- لا لم أقصد هذا وإنما أقصد أن كتاباتنا عنهم ربما تلوث هذه التضحيات وهذه الأمجاد فكيف ترى بالله عليك كتاباتك عن هؤلاء وأنت تكتب أرقا من نوم عميق أو كسبا لنعتك بكاتب الأبطال ومؤيد الكفاح والزائد عن الفضيلة أو تفريجا لهم أو غم ؟
- وهل شاركتني نيتي كي تتهمني بهذه الدوافع الآثمة للكتابة ؟
- لا لم أشاركك نيتك وإنما هي خبرة ... خبرة عمل أو خبرة جنس فالقلم هو من سطر كل ما كتب على مر التاريخ وخبرة التاريخ تخبرني بهذا .
- حتى وإن كنت هكذا فكيف نكتب عن الطغاة والظالمين ونعتبرهم أبطالا ... ألا تجد أن في هذا مشاركة لهم في طغيانهم وظلمهم ؟- لا بل أجد فيه استمرارا طبيعيا لدور الخيانة والجبن
- سحقا لك أتنعتني بالخيانة والجبن وأنا من استيقظ من كمده ليكتب عن الشرف والنضال والبطولة
- عذرا سيدي ليس هذا مقام الكتابة فقد نفد الكلام وقيل كل ما يمكن أن يقال ولم يبق إلا أن تكون بطلا ممن تكتب عنهم كن واحدا منهم تسطر أشرف بطولاتهم وليكن دم تضحياتك وعرق جهدك مدادا لي وسترى ماذا سأكتب بلا كاتب .
وليد

Tuesday, March 6, 2007

أولُ دقة


أخي الأحب إلى قلبي محمد حافظ
لم أشعر مدى حبي إليك إلا عند بعدي منك

... هي آفة البشر لايحس المرء بنعمة أهداها الله إياه إلا بعد البعد عنها أو فقدانها ، لكن عزائي في بعدك أن فيه الخير لك ، قد يعتقل الكثير منا ويخرج الكثير ولكن هذه القضية خاصة أشعر فيها بوضوح جلي بمعنى الاصطفاء ، كيف أن الله اصطفى تلك المجموعة بهذا التحديد ليبتليها بهذا الأمر الذي نسأل الله أن يخرجكم منه عاجلا ، عندما أمرر أسماء من بالقضية اتعجب لهذا الاصطفاء الرباني والذي لم يكن للأمن دور فيه إلا أنه أداة تنفيذ مشيئة ربانية تنعمون أنتم فيها بتكفير ذنوب ورفع درجات وينعمون هم فيها بحلكة ظلمات الظلم الذي يقترفونه يوما بعد يوم ، لم أر تمييزا واضحا كفلق الصبح مثل ما أرى في تلك القضية ظلم بين من طغاة أمهلهم الله حتى إذا أخذهم لن يفلتهم أبدا و ابتلاء في الأموال والأنفس والأهل لشرفاء ربانيين ، أسرد لك حادث مررت به يوم زيارتي لك في المحكمة في المرة الأولى وما جال بخاطري وقتها

سألني أحدهم حين وقوفي أمام المحكمة
أيبكي الرجال ؟؟؟؟
فقلت : نعم يبكون .... للفراق يبكون .... وكيف لا تبك قلوبا ما أحبت إلا لله ... كيف لا تبك قلوبا ترى حياتها في أنس هؤلاء الأبطال ... كيف لا تبك قلوبا ذابت في بحر شوق من الحنان والأخوة والألفة ...أجابني ساخرا ( إيه يا عم الكلام الكبير ده)

ياااااا الله ، ما أجمل تلك النعمة والله إن قلوبهم منها ببعيد ولن يشعروا بها ا أبدا فهي نعمة تنير البهجة وتشعل العاطفة خصنا الله بها وحرم قلوبهم المظلمة منها .... إن غصة حلق أئدها كي لا تدفع قطر الدمع فيتشفى في أحدهم ... نعمة ، إن سكنة نظرة عيني في عين أحدكم في قفصكم مبتسما ... نعمة ، إن قبض يد أحدكم على يدي عند نزولكم للمحاكمة... نعمة ، حمدت الله على ما وهبنا به من مشاعر وأحاسيس وتألمت لحال السائل بعد أن تركني ووقف جوار صديقه يدخنان السجائر ويتجاذبان أطراف الحديث عن مباراة السوبر وعن متى ستتحرك الترحيلة .
أسأل الله أن يديم نعمته علينا وأن ينعمنا بكم خارج السجن قريبا ، وليس ذلك على الله بعزيز فالله غالب على أمرة ويقول للشئ كن فيكون
أخوك / وليد